الثلاثاء، 24 مارس 2009

علينا أن ننتزع حريتنا من مخالب الحاكم العربي أو نموت بفعل تلك المخالب!!!









حقيقة واحدة يمكن أن ندركها ,أننا شعوب نعاني من ويلات ودمار حُكامنا ,نعاني إذلالهم وتعسفهم وقهرهم لنا كل ساعة وكل دقيقة من حياتنا !
الحاكم الذي أصبح جاسوسا وماردا على أحلامنا وكابوسا ثقيلا يعيد إنتاج الأزمات وإنتاج الحروب وإنتاج الاغتيالات الملفقة ,إنتاج السياسات الحمراء الدموية..إنتاج ما يشبه المغامرة الكئيبة التي تنسف كل شيء جميل على هذه البلاد العربية المترامية.
إنتاج دساتير لأنظمتهم وكراسي عرشهم تتغير مقاساتها وفقا لأطوالهم ومقاساتهم!!
إنتاج آلة يومية من الاغتيالات وأعمال التعسف وتكميم الأفواه ومصادرة الحقوق والحريات وتشييد السجون بشكل أوسع ,وفتح بوابة المحاكم المهترئة للمداولات بأحكام عفى عنها الزمن وصارت ضمن تقاسيم ما كان متداولا وسائدا ما قبل خمسة قرون في إسبانيا أو بل ما هو أسوأ من هذا..
محاكم صالاتها مفصّلة لمحاكمة أعلى مجرمين البلد هم الصحفيين والناشطين !!
هذا ممن حالفه الحظ وتعافى من مؤامرة الاغتيال والقتل.
تحت مبررات متعددة ومختلفة ..هذا الصنف دون غيره من الأصناف الأخرى مطالبين بالمحاكمات والاعتقالات والاغتيالات ,كأن القانون يجيز للمجرمين إرتكاب الجرائم ,كأن القانون يجيز للفاسدين نهب ملايين الدولارات داخل وزارة النفط اليمنية ,دون أن تحاسبهم الجهات المختصة ولا القانون و لا حتى لجنة مكافحة الفساد التي لم نجد لها أي دور في هذا الجانب!!
القانون هو امتداد لهذا الفساد المستشري ,و لا ظل للقانون إلا في استيعابه لصنف الناشطين والصحفيين ليكون الزميل الصحفي المتميز (حسن اللسواس) من يتم تتويجه بهذا الوسام ,,وسام الاعتداء والضرب والاعتقال!!
نحن لسنا بصدد تشريح العلة في هذه الجثة بقدر ما نود الاستفاقة بوعي الشعوب من سباتها وغن بإمكانها عدم الاستسلام لهذا الشكل الردئ من العيش بكل مستوياته السياسية والاقتصادية والأخلاقية ,عليها أن تعترف أمام ذاتها بأن مهمة الشعوب أيضا ليس الاستسلام والخنوع والذل أمام كل مظاهر القوة التي تحفظ ماء وجه الحاكم وتعزز من قدرته على الحياة!
فهل نريد من الحاكم العربي أن يشبعنا من جوع و يأمننا من خوف كما كان حاصلا في الجاهلية أيام قريش,في ظل ثورة العالم الرقمية والحرية الغير متناهية ؟!!
فلا أشبعونا من جوع ولا أمنونا من الخوف ,ومع هذا لا نطلب منهم شيئا , نطالبهم بشيء ضروري هو أن تبقى حياتنا مرهونة بخيار الحرية و لا خيار دونه سوى خيار الموت ,فإما الحرية والدفاع عنها وانتزاعها من بين المخالب الكاسرة وإما أن نموت بفعل تلك المخالب!!
ليس من وجهةٍ أخرى أو ضفة أخرى يتحقق معها العيش ,فنحن نقبل أي صنف من صنوف الجوع وتداعياته كوضع اقتصادي سائد ولا نقبل أن نبقى دون حرية!!


*********************
علينا أن ندع كل دبابات هذا الحاكم ودورياته في سلة مهملاتنا ,علينا أن ندرك حتمية المقاومة مع حُكام أفقدونا مذاق الحياة ومذاق الحرية !!
علينا أن ندرك أن مهماز بندقيته لم يعد لها من جدوى في هذا الزمن المفتوح على مصراعيه,مفتوح على ملايين الحريات والثورات !!
الحرية التي ننشدها لا يمكن أن تكون أداة تجميل للحُكام أو وصفا لجيوشه الجراره التي تنفّذ كل مرة إختراقا لمدنية الإنسان وتنتهك أبسط حقوقه المشروعه في العيش وكل عملياته النازية التي يشنها هنا وهناك,الحرية ليست أبدا الهتاف لتلك الجيوش وغاراتها الإجرامية والصاروخية على أطفال ونساء وشيوخ أبناء محافظة صعدة,وهجرّت الكثير من الأسر مخلفة ٍ دمارا شاملا في كل شيء لا يمكن إحصاءه مطلقا نظرا لفداحة تلك العمليات!!
الحرية ليست في قمع الصحفيين والناشطين والمدونين ومطاردتهم أكثر من المجرمين,وفرض كل القيود على حريتهم وحقهم في العيش,الحرية ليست أن نحاول إغتيال كاتب مدونة ثلاث مرات والإعتداء عليه بالضرب المبرح في مسكنه ,وتهديده بموت ٍ مطلق في الأيام القادمة,
الحرية ليست الهتاف لهم لمجرد أنهم فازوا بإنتخابات محسومة مسبقا أو لإنهم عدّلوا وفصّلوا الدستور على مقاسهم,أو لأنهم قمع الإعتصامات في الجنوب بسبب مطالبهم البسيطة وهي الإفراج عن المُعتقلين.
الحرية ليست تقاسم الأراضي ونهبها على نطاق واسع في الجنوب دون أن يدافع عن تلك الأجزاء أحد !!
الحرية ليست تعديل الدستور في خمس دقائق في حين أن هناك شعوبا ناضلت ما يقارب خمسين عاما من أجل تعديل فقرة واحدة في الدستور!!
الحرية ليست أن نترك ثروات البلد للنهب من قبل المسؤولين ونمضي في مؤتمرات المانحين لنحصل على صدقاتهم وعونهم وكأن البلد لا يملك ثروات وإيرادات !
الحرية هي التغيير ,هي الرفض لكل مظاهر القوة,هي الدرع الواقي الذي يعيد للمظلوم حقه وتُعلي كلمة الحق !!
الحرية التي ننشدها هي ثورة لرفض الظلم والقهر والتسلّط !!
أن نقول ونكتب وندافع عن كل ما نكتبه دون أن نهاب جبروت القوي ونصنع من مواقع ضعفنا قوة لا مثيل لها ,
أن نحيا بملئ الحرية أو نموت بسببها .




*المدون اليمني/نشوان عبده علي غانم
*صنعاء-اليمن.
*مهندس/إتصالات
*22/2/2009

ليست هناك تعليقات: