الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

حين ضاقت بنا الصحافة الورقية !!!!



نلجأ للكتابة كوسيلة من وسائل التمرد ونفض الغبار عن بدله الصمت والاختناق؛الكتابة بلغة جياع الخبز وعاطلي الشوارع والمشردين والمذبوحين قهرا وأولئك المصلوبين على أعواد حتفهم !! عن لغةٍ تصعد من حناجر وأفواه المقهورين والمُصادرة أجسادهم وحقوقهم هي لغة تستحق أن نحشو أسطرها بدمنا بدلا من الحبر!! نروي ظمأ الحرف بجذوة الحقيقة ..الكتابة تصبح مجرد قالب ثلجي تختفي بين قوالبها الكتل والأجزاء الميتة التي تخشى أن تصل روائحها الأكثر عفونة إلى الآخرين!!والكتابة تتحول إلى عفونة حين نلغي شرعية مشروعها الحقيقي والإنساني ,نلغي دورها في إعادة صنع حياتنا اليومية كمفهوم أبدي لاستعادة أشياءنا وحقوقنا المنتهكة والمصادرة!!!الكتابة هي امتداد للمقاومة وضرورة قصوى للاقتراب من صوت الإنسان وملامسه الحد الأدنى من هذا الوجع المتراكم على أرصفة الهم وتداعياتها , ولكن في وطن نجد فيه من الصعوبة ما يجعل كل شيئ مستحيلا ؛لم تكن الصحافة بذاك القدر العالي من القوة !! الكتابة في زمن ٍ منسيّ يعاني من كل صنوف اليتم والتشظي ..كل من يملك الموهبة في الكتابة والإبداع لا يستطيع أن ينشر أي نص ٍ في الصحافة الورقية بسبب أيضا حاجتناإلى الوساطة كأنها وظيفة ستعطيك لقمة عيش!!أنها كغيرها من تلك الثروات المنهوبة التي تخضع لمن يديرها ولمن يفرغها من محتواها حتى أخر قطرة !!لم يعد المهمشمين من الكتاب والأقلام الصاعدة تملك أي أرادة في المشاركة ,فصار على الكاتب أن يغادر هذه الساحة المغلقة الأبواب والآفاق والمسدودة المعابر والجسور!!!أنها تخضع لمارثون خصوصي وقيود وسلاسل تأتي مفرداته من أروقة وإدارة الكرباج !!فصارت الصحافة الورقية حلما مؤرقا وكابوسا نهرول مسرعين كلما تذكرنا أورامه السرطانية ..نخاف أن تلاحقنا صورتها المهشمة والشمطاء في كل المرايا وفي كل أزمنة اللغة وويلاتها !!نحاول الهروب صمتا إلى شبكة الإنترنت لنحمي نصوصنا من المصادرة ومن تسلط المتنفذين ,من بتر أعضاءها وتمزيق أطرافها قبل الأوان,,الإنترنت أيضا أصابته تلك اللعنة التاريخية ,أصابته تلك اليد المنتفخة ظلما وفرمان فقط لا غير,,فكيف لنا أن نكتب عن الحرية ونحن في قعر هاوية المصادرات والانتهاكات وحجب المواقع ؟ولن تكون كل نصوصنا المصادرة والمحكومة بشبح وأذيال صحفي نائب رئيس الجمهورية اليمنية-يحيى العراسي-الذي أحالها إلى حتفها النهائي,تلك النصوص التي تختنق عند فوهاته المصوبة في التنشين والإبادة القمعية للأرواح!!فعن أي فضاءٍٍ تتحدثون ؟عن لعنة اسمها الصحافة اليمنية سوى أكانت في المعارضة أو في السلطة ؟َّ !!أي صحافة ٍ هذه التي لم تنجو من لعنة الحاكم المتنفذ في أدنى أشياءنا الصغيرة والحقيقية؟فعن أي حريةٍ وأي صحافة.. وأي ديمقراطية هذه؟ليس هناك من مواقع يمنية استطاعت أن تمنحنا حرية الكتابة ككل مواقع العالم التي تتيح لزوارها وكتابها في الكتابة دون أي قيود؛ومع كل هذه البوليسية التامة لا تتوقف اللغة عن إعصارها ولن تخرس الشفاه عن الهديل والغناء على حافة هذه الفاجعة القادمة من أعماق القصر !!قصر لترسانات الموت والدماء!!لن تتوقف رصاصات الحبر عن تمزيق هذا الجدار العازل بين الحقيقة والزيف وأكوام الضحايا وأعواد المشانق المنصوبة للعب المهمة ذاتها!!لا بد للحقيقة أن تلوح ولو بعد زمن ٍ !! لابد لها أن تزهو وتعانق فضاءٍ غير متناهي من أصوات المقهورين والمشردين وكل أولئك المذبوحين بيد الجلاد وسيفه !

-نشوان عبده علي غانم.
-مهندس/إتصالات –الجمهورية اليمنية.
-(7/8/2008م).

ليست هناك تعليقات: