الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

أثمه شكل أخر للانتحار؟!!

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستمر هذه العزلة التي تفرضها على الصحف اليمنية!!
ولا أن تبقى هراوة سلطتك بكل هذا التمادي الوقح والذي هو حصيلة تراكم المتنفذ في أمور البلد!!
لم تترك أيها الصحفي كما يسميك الوطن "السكرتير الصحفي لنائب رئيس الجمهورية اليمنية"لم تترك صحيفة يمنية إلا و كنت في مقدمة السرب المغرد لرفض كتاباتي ونصوصي والتي تشرح نصآ من نصوص جنونك السياسي..تختصر قليلا رحلتك البارودية في دمنا المصادر حتى أخر نقطة حبر و شرايين ,
كيف ستترك هذا النص يتسرب من بين مخالب مطابعك التي سترفض من الوهلة الأولى شرعية الصحيفة ذاتها وليس النص فقط!!
كما فعلتها مع الزملاء في صحيفة "الوحدوي",فقمت بسلطة المسئول عن محاكمة هيئة تحرير الصحيفة ..وبنفس الوقاحة يستمر هذا الجلاد في ليل ٍ ذئبي الملامح!!
أجمل وصف يمكن أن يطلق عليك هو أنك شخص -أمي-و لا علاقة لك بالصحافة ولم يكن ما تشغله من مناصب سوى إلا نوعآ من هبات السلطة وكرم ذاكرة الماضي ليس إلا!!!
نحن لسنا بصدد إيجاز حقبة التاريخ أو لملمة أشلاءه الأولى!!
ولكن أقول لك أن تتوقف آلتك العمياء في حصد الأرواح !!
أن تتوقف عند النقطة التي يجب أن تكون عندها محاسبا في وجه القانون !!!
أنت من يلعب بأوراق القانون وأوراق الأمن وأوراق الأرواح البشرية التي يتم مصادرتها !!كعود ثقاب نشعله لإحراق المدن المليئة بالحياة والأرواح لبضع ثواني ثم تطفئ هذا العود ولم ينطفأ ما تم إحداثه من الحرائق والضحايا!!
هذا هو أنت وعود ثقابك المهترئ!!!
أنني في هذه المساحة أود أن أحقق الصرخة الكبرى في زنزانتك المتعفنة الروائح !!
أود منك أن تطهر جلدك كما تطهر ذاكرتك المحشوة بالجثث وروائح الدم ..وصور ضحايا عديدون سقطوا عند أول فرمانات التصفية الجسدية التي تضع إمضاءك السحري تحته!!
أود منك ان تكون حريصا على مصادرة كل النصوص التي تسئ إلى الوحدة والإضرار بها ,
عليك أن تبحث عن شكل ٍ آخر من أشكال الانتحار الذي تجري عليه تعديلات الأخيرة في ارتكاب مناسبة ٍ أخرى لا تقل جحيما ودموية عن سابقاتها ,
هذا الشكل الأخير الذي يبدو فيه وجه الجلاد ملتبسا بغريزة ضحاياه !!!
من تريد إيغال الطعنات الحادة من الخلف!
من يريد أن يحول الوطن إلى بركة وحمامات دم ٍ فائر !
لم تكن الحروب واستخدام القوة الهمجية-التي تعتقد بأنها ستحقق لك كل ما تريد الوصول إليه –لم تكن يوما مشاعل لشعوب الحضارات والأمم المتقدمة أو كانت عاملا أساسيا في تفوقها وتقدمها ,بل كانت غصة وعلامة بارزة على سلطة الهيمنة والتسلط وتعطيل أدوات العقل و الفكر !!
اليابان التي كانت تعتقد أنها ستنتصر في الحرب العالمية الثانية لتصبح دولة عظمى ودولة لها كيانها وهيبتها المطلقة كانت على رأس الدول التي خسرت الحرب وصنعت نكستها الكبرى بذاتها عندما أرادت أن تتفوق على دول العالم في المجال الحربي والعسكري,
ها هي اليابان اليوم ..تتربع على عرش دول العالم بتفوقها الاقتصادي وتحقيق أرقام خيالية في التفوق ,أنها تنتصر لإرادة العقل وليس لإرادة القوة الحمقى!!!
إنها سلطات لا يدخل في عدادها سوى أولئك المدربين على إشعال الحرائق وتنفيذ مسلسلات القتل والاغتيالات البشعة!!
وأنت أيها الصحفي الأمي..
سأطلب من احد القراء أن يرسل إليك بكتاب "روبنسون كروزو (1)"ويرسله إليك كي تتعلم القراءة والكتابة,
ولكي يبدد ذاكرتك الممتلئة والفائضة بالكثير من المشاهد المأساوية والدموية في الوقت ذاته!
أريدك أن تنتهز فرصة ٍ كهذه وتبدأ في سرد أحداث "كروزو"!!
وربما تفكر بعد "كروزو" أن تضع حدا لمهزلة العنف ومهزلة امتلاك قصر ٍ كهذا الذي يناطح السحاب!!
ربما أيضا ستمنح جزءا من أرصدتك المصرفية كمساعدات لأطفال "غزة" وإلى دار الأيتام.
ربما ستغير من برجوازيتك وتحيلك إلى خانة الأشخاص الذي يلجئون إلى الزهد في ختام وبدايات مفارم عديدة ومئات أخرى من الأعمال ستبقى رهنآ للمقصلة.
ربما تكون وحشيتك التي أعرفها عنك هي جزء من تلويحة دستور وقانون بلاد بأكملها !!
فإن كانت السلطة هي من تمنحك جل هذه الصلاحيات وكل هذا الحد الجنوني في إرتكاب المجازر والجرائم والإغتيالات ,فلماذا لا تكلف حضرتك عناء التفكير والتأمل بأن حياة الأخرين هي أغلى ما يملكون في هذا الكون ؟؟
أنها أغلى من ثمن قصرك وتلك الأراضي المنهوبة في الجنوب وكل الأرقام السحرية التي في أرصدتك !!
حياة الشرفاء الذين تغتالهم في العتمة وتحيل وجه الطبيعة وسكون الليل إلى وليمة ٍ للنحيب وعويل العجائز وسيارات الإسعاف التي تدعي وتخدعنا بانها تأتي لإنقاذ المواقف في حين أنها عربات تهندس معها معركة الدم المحسومة سلفا قبل أن يحدث كل شيء..
فنحن من نرفع القبعات ونقول لك :
عليك أن تترك أرواحنا.. أو تترك هذه البلاد وترحل إلى حيث تشاء,,
أو يتم محاكمتك كمجرم في أي من المحاكم الدولية..

***نشوان عبده علي غانم.
***مهندس/اتصالات-الجمهورية اليمنية.
***20/07/2008م.المنفى بلا عناوين –قرية السهله.


هوامش:
(1)قصة كروزو هي قصة شهيرة ,وهي حكاية رجل عاش وحيدا في احدى الجزر النائية,فبنى له بيتاً صغيراً من أغصان الأشجار وصنع زورقاً من أحد الجذوع الكبيرة وعاش بعيداً عن بنى البشر,لا يؤنسه أحد غير حيوانات الغابة المتوحشة حيث ألفته تلك الوحوش حتى صار واحدا منها ,يرعى منها وينتقل من مكان ٍ إلى أخر من دون أن تفر منه أو تخشاه.

ليست هناك تعليقات: