الأربعاء، 1 أبريل 2009

المواطنة الصالحة في اليمن:خارج سرب القانون والدستور !!



(المواطنة الصالحة) هذا هو الشرط الأساسي الذي أشترطه رئيس الجمهورية على الصحفي القدير /عبدالكريم الخيواني لإسقاط الأحكام الصادرة بحقه وذلك في مؤتمر الصحفيين الرابع المنعقد في صنعاء يومي السبت والأحد الموافق 14 و15/3/2009.
والسؤال هنا:أيمكن القول بأن من يختلسون الأموال العامة لجيوبهم وحساباتهم الخاصة,,أيمكن القول بأنهم النموذج للمواطنة الصالحة؟؟
وبأن الذين يسخرون مناصبهم ووجاهاتم للعبث بذلك المال
وإمتلاك الأراضي والعقارات والقصور المناطحة للسحاب هؤلاء من يحققون (المواطنة الصالحة)؟
وبأن الذين يحتكرون الوظائف لتوظيف أقربائهم وابناءهم الأحياء منهم والأموات فالمواطنة الصالحة ليست حرمان الفقراء والمضطهدين من حقوقهم في الحصول على الوظيفة العامة دون أن تكون حكرا على أبناء المتنفذين والمشائخ والوجاهات المستبدة؟

(المواطنة الصالحة)ليست أن يكون القانون والدستور أخطبوط أفعواني لجلد الصحفيين والناشطين والمدونين بتهم زائفة وملفقة بالإرهاب !!
(المواطنة الصالحة) ليست أن تشن قوات نظامية بجيوشها وطائراتها وصواريخها ودباباتها ضد أبناء محافظة (صعدة)العُزّل,وتحويل المحافظة إلى ما يشبه قطاع غزة من ضحايا وقتلى وجرحى ومخيمات للمهجرين هناك!!
(المواطنة الصالحة)ليست إقصاء أبناء محافظة الجنوب وممارسة الإغتيالات عليهم والإعتقالات ومصادرة أراضيهم بمنتهى الصفاقة ؟!
(المواطنة الصالحة)ليست سرقة ملايين بل مليارات من براميل النفط من قبل المسئولين والمتنفذين داخل الوزارة ذاتها !!
وليست أيضا أن يقيم المتنفذين أحكام بالإعدام على من يريدون قتله من المسضعفين خارج القانون ودون أي مسوغ قانوني تنفيذا لرغباتهم وأهوائهم العائلية الرثة!
وليست أيضا حماية الفاسدين والدفاع عنهم بإسم القانون والدستور الذي يمنحهم صلاحيته المطلقة في إرتكاب الجرائم البشعة كل لحظة !

(المواطنة الصالحة)ليست الإحتيال على القانون والدستور وتزييفها كيفما يشاء هؤلاء المتنفذين وكيفما يريدون ,كيفما تريد هذه السياسة التي لا تعتمد إلا على منطق واحد هو منطق السياسة الميكافيللية والذي يستخدم كل الأساليب والطرق الملتوية للوصول إلى تحقيق غاية واحدة!!
(المواطنة الصالحة)ليست نهب أراضي وممتلكات الجنوب من قبل المتنفذين ومصادرتها دون أي شعور بالمسئولية كماء جاء في تقرير الدكتور/صالح باصرة وزير التعليم العالي !
هل كل أولئك يستحقون أن نضع إكليلا من الزهور على رؤوسهم لإنهم حققوا شروط الموطنة الصالحة ؟؟
فقانون هذه البلاد ودستورها يؤكد بشكل قاطع وحاسم بأن كل أولئك المجرمين هم يحققوا المواطنة الصالحة وبالتالي يستحقون الأوسمة والحقائب الوزارية الفخمة!
لأننا لم نجد قانونا حتى هذه اللحظة أستطاع أن يوقف متنفذا عن مايقوم به من جرائم وإغتيالات وأقام عليه العقوبات والمحاكمات!
لم نعثر على محكمة و لا نيابة عامة طابت بمحاكمة من يديرون كل أعمال الفوضى والجرائم والإغتيالات المتفرقة أو حتى أعمال الفساد والنهب للأموال العامة ,فالمحاكم والنيابات والقضاء لم تكن له من أولويات سوى محاكمة الصحفيين والناشطين والمدونين ,لم يكن من مهامهم سوى محاكمة صحيفة الوحدوي وصحيفة الشارع وصحيفة المصدر وصحيفة الثوري وصحيفة الأيام.
لم نعثر على عدالة ٍ تحاكم كل المتنفذين وتجبرهم على الإمتثال إلى العدالة لإرتكابهم جرائم بشعة في حق الأبرياء وأبناء الطبقة الفقيرة المناهضة لكل سياسات الظلم والقهر !!
فلماذا غابت المواطنة الصالحة عن كل الشرفاء وكل المدافعين عن العدالة والحرية وقيم الإنسانية؟؟
لماذا يقف الصحفيون والناشطين والمدونين دون غيرهم خارج سرب (المواطنة الصالحة)؟
فوحدها الأصوات المنادية بالعدالة هي من تنال حتفها !
******************
هناك قانون خاص يعمل به المتنفذين والذين يقومون بعمليات إغتيالات سرية تحت مبررات وهمية وحوادث مبهمة أيضا ,وهذا الذي يمكن أن نسميه تنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القانون !!
وهو مايحصل للصحفيين والناشطين والمدونين وكذلك لكل ضحايا الحرب الملعونة في محافظة صعدة وكذا الحرب المفتوحة على أبناء الجنوب !
**********************
لماذا ذهبت (المواطنة الصالحة)تحت أدراج الريح عن عمال الحرج المنتصبين قامات عاطلة وكادحة في جولة (دار سلم)لأيام دون قوت ..فلم تشفع لهم مواطنتهم في الحصول على ما يسد رمق جوعهم؟؟
لماذا لم لم تشفع (المواطنة الصالحة)للطيار (محمد السنفي)وهو الطيار في ماكان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطي والذي يعمل حاليا في قارب للصيد ؟دون أن يكون هناك أي جدوى من مواطنته الصالحة التي لم تعيد له حق مسلوب !!
(المواطنة الصالحة) أجهضتها عجلة الظلم ومارد الفساد ,وأخطبوط السياسات الحمقاء الهمجية!!
والتي لم تعد قادرة على الصمود في وجه الطغاة والجبابرة وبائعوا صكوك البراءة لهذا الوطن !!
لم تجد (المواطنة الصالحة)من لغة ٍ تستطيع من خلاله إنقاذ دم ٍ مسفوك ومهدور هنا وهناك..ولم تستطع أن تحقق العدالة لمن تاهوا في سكة المظلومين والمقهورين ولمن فقدوا حقهم في العيش بكرامة وحرية !
لم تستطع هذه (المواطنة الصالحة) الوقوف على ناصية القانون والدستور وأن تحكم قبضتها على تلك المخالب المغمورة والمرتعش بدمنا وحقنا المصادر من الوريد إلى الوريد !!
إنهم يقتلوننا بإسم (المواطنة الصالحة)ويصادروا الحقوق بإسم (المواطنة الصالحة)ويرتكبون الجرائم الوحشية بإسم (المواطنة الصالحة)..ويفننون بحروب الإبادة بإسم (المواطنة الصالحة)!!
هكذا أرادها أمراء الحرب لهذا البلد أن تكون كذلك !


*المدون اليمني/نشوان عبده علي غانم
*صنعاء-اليمن
*1/4/2009










ليست هناك تعليقات: