الجمعة، 3 أبريل 2009

الصحافة اليمنية:الواقع والتحدي !!


الصحافة اليمنية:الواقع والتحدي !!


بات وضع الصحافة في اليمن محرجا وبصورة أدق مع الظروف الراهنة التي أوصلت البلد إلى سلسة من الأزمات المعقدة نتيجة لسياسة هوجاء أقحمت نفسها في كل شيء ولم تستطع أن تقدم أي حلول لهذه الأزمات !!
وهذا الواقع المليء بالمصادمات والقضايا الكبيرة المتعثرة من فساد وإغتيالات وقضايا متعلقة بفساد القضاء وعدم نزاهته وكذا عدم إستقلاليته ,وكذلك من سياسات خاطئة أدخلت البلد في دوامة من الصراعات والحروب والإعتقالات وجملة من الأزمات الإقتصادية ,والبلد أيضا يعزف أغنية (توريث الحكم) في عهد الديمقراطية والجمهورية الرشيدة والعجيبة في نفس الوقت !!
كنا سنقبل هذه الأغنية إن كان هناك من شيء مغري للأب أو بالأحرى كان عليه أن يعد عقلية ديمقراطية مدنية وسلمية خالية من شوائب اللون (الكاكي),فنحن لم نعد قادرين على إستيعاب (فندم) جديد يكرر نفس الأوامر العسكرية البائدة على شعبه !
ويفكر بعقلية المحارب المنتقم ,ويحول البلاد والعباد إلى ثكنات وخلايا وألوية ومعسكرات لاختلاق الحروب والخصوم والأعداء !
نحن سنقبل بالملكية التي أورثها الطاغية (فرانكو)إلى إبنه الملك (خوان كارلوس)الذي أعده إعدادا جيدا لكي يصبح ملكا على إسبانيا وتحويل نظامها الجمهوري الذي يشبه إلى حد ٍ كبير جمهوريتنا الغريبة ,وتحويلها إلى ملكية مستقرة متطورة وديمقراطية حقيقية !!


*************************************


كذلك من تراجع مثير للخوف والفزع في مجال الحريات الصحفية وحقوق الإنسان ,ها نحن اليوم نقبع في ما هو أسوأ بمئات المرات من أن تتحول الأوضاع في اليمن إلى ما يشبه الصوملة والأفغنة ...
ها نحن اليوم بما هو شاهد على حالتنا بدون أن يكون

المرشح الرئاسي /فيصل بن شملان حاكما أو حتى وزيرا ,
والتي قال الرئيس اليمني /علي عبدالله صالح :إن رشحتم (

فيصل بن شملان )سيتحول الوضع في اليمن إلى الصوملة

والأفغنة !!
فماذا نسمي الواقع اليوم ؟؟
كل هذه الأوضاع والأحداث في مجملها تحملت نفقتها الصحافة ,فالصحفيون اليوم مطالبين أكثر من أي وقت ٍ مضى لرصد هذا الزيف المتراكم من السياسات العقيمة التي لم تنتج لنا سوى العنف والقمع والتجويع والإذلال والظلم والقهر والفساد !
فالصحافة مقابل هذا المشهد هي من ستدفع الثمن الباهض ,
ها هي اليوم تتقاسم حصتها في المحاكم من قضية إلى أخرى ,وتدفع ثمن هذه الحقيقة وثمن تغطيتها لكل أعمال الدمار والخراب الذي قامت به السلطة في حربها المخضرمة على (صعدة) ,وكذلك عن أوضاع المهجرين في مخيمات أشبه بمخيمات الفلسطيين !


************************************************

ربما يمكن أن نجد تيار واحد هو تيار التحدي والمقاومة في الصحافة اليمنية,

:و هو تيار المعارضة أو تيار المقاومة من أجل الحرية وسطوع الحقيقة..هذا التيار المعرض أكثر من غيره للخطر والإنتهاكات المتكررة،وأبرز نماذج هذا التيار :عبدالكريم

الخيواني،نائف حسان،سمير جبران،توكل كرمان،سامي غالب.هؤلاء تقريبا من يمثلون الوجع الصحفي الحقيقي والذي تقع على عاتقهم مهام جسيمة في مواجهة كل التحديات والمخاطر الصعبة.

الصحفي /عبدالكريم الخيواني والذي تعرض لسلسلة من الإعتداءات والضرب وأقتيد إلى المحاكم والسجون وذلك بسبب كتاباته الجريئة والشجاعة عن حرب صعدة وتوريث الحكم في اليمن،نال جائزة

الصحفيين المعرضين للخطر لعام2008 الممنوحة من منظمة العفو الدولية وقام بتسليم الجائزة رئيس إتحاد الصحفيين الدوليين جيم أبو ملحة يوم الإثنين الموافق 16/3/2009 في العاصمة صنعاء أي بعد يوم

واحد من إنتهاء مؤتمر الصحفيين اليمنيين الرابع والذي حضره رئيس الجمهورية وبموجب الحضور تم إسقاط الأحكام ضد الصحفي /عبدالكريم الخيواني وإن كان أشترط عليه العودة إلى المواطنة الصالحة

التي قال عنها الخيواني الإثنين في حفل تسلمه (جائزة الصحفيين المعرضين للخطر 2008):أن المواطنة الصالحة يحددها الدستور والقانون ويلتزم بها الحاكم والمحكوم واصفا النظام بتجنيه على الصحفيين

بتهم ملفقة بالإرهاب أراد الرئيس أن تكون كذلك.

وفي الضفة الأخرى من هذا التيار يحتل الصحفي /نائف حسان رئيس تحرير صحيفة (الشارع)مكانا مرموقا في هذا الطابور ،فالصحفي تعرض لإعتداءات عديدة من قبل رجال الأمن وكذلك لمحاكمات

رفعتها ضده وزارة الدفاع ضد الصحيفة على إثر مقالة في الصحيفة عن البشمرجة!

والهدف الاساسي هو التغطية الإعلامية من جانب الصحيفة لكل أحداث صعدة وحروبها المدمرة.

كذلك من نماذج هذا التيار الصحفي/سمير جبران رئيس تحرير صحيفة (المصدر)الذي تعرض لعدد من الإستدعاءات من قبل المحكمة العليا على أثر نشر الصحيفة مقالة للصحفي اليمني المقيم في أمريكا/

منير الماوري بعنوان (إنه سلاح للدمار الشامل)والذي تعتبره المحكمة إساءة إلى شخص الرئيس،

النموذج الذي يليه هي الصحفية الشجاعة ورئيس منظمة (صحفيات بلا قيود)/توكل عبدالسلام كرمان.تأتي في طليعة هذا التيار ،فإلى جانب كونها رئيس منظمة إلا أن حضورها الصحفي يكاد يكون هو

العلامة البارزة على شجاعةهذا القلم النسوي على مستوى اليمن والمنطقة،وكذا صوتها الجرئ في مواجهة الحقيقة والإصطفاف إليها

لذا تأتي الصحفية/توكل كرمان في مقدمة هذا الموكب الذي يمكن أن نسميه موكب الحرية والدفاع عن قيم العدالة!

والنموذج الذيي بقى لنا ذكره هو الصحفي القدير /سامي غالب ,والذي يعتبر عميد الصحفيين وصوت الحرية الذي لا ينكسر أبدا,والذي يرأس تحرير صحيفة (النداء)وبما تمثله هذه الصحيفة من دور بارز

وكبير في متابعة الحقيقة والدفاع عنها وعن كل المقهورين والمظلومين !!



*المدون اليمني/نشوان عبده علي غانم

*صنعاء-اليمن

*3/4/2009




ليست هناك تعليقات: