الاثنين، 2 أغسطس 2010

اليمن :أخطبوط الحراك الجنوبي و حركة التغيير المذهل !!!

لم يعد هذا بجديد على اليمن واليمنيين..
إعادة إنتاج السياسة ذاتها و تحت عناوين أضحت مكشوفة للعلن..
إن الميلاد الحقيقي للمعارضة في اليمن ليست أحزاب اللقاء المشترك التي تخدم السلطة والحزب الحاكم أكثر من الحزب الحاكم ذاته..
المعارضة الحقيقية في اليمن هو "الحراك الجنوبي"الذي يملك كل المقومات التي تجعل من إرادة شعبية عارمة هدفها الأساسي هو المطالبة الحازمة والنبيلة بحق أبناء الجنوب,والذي تم مصادرته تماما في حرب صيف 94 ,و أضحى شريك الوحدة الذي هو الجنوب أضحى مكانا مناسبا للفيد والنهب و حرمانهم من الوظائف التي أقتصرت على أبناء المتنفذين و جلاوزة الفساد في الشمال..
لا يمكن أن نتحدث عن وحدة أصابها التشوه بهذا القدر, هذه الوحدة ليست هي التي تقدم اليوم بوجه متجعد و سحنة شوهاء..ليست الوحدة التي جرت عملية سلخها بالحرب..و إعادة تشكيل مضمونها بالإقصاء و الإلغاء,لا يمكن أن نسمي مصفحات حربية و عسكرية و دبابات و قاذفات صواريخ و قصف بالطائرات لا يمكن أن نسميها وحدة,
فالوحدة هي التي تضع الحاكم والمحكوم في صف واحد ...الوحدة تعني أن هناك شريكين إثنين صنعوا و ساهموا في سبيل إنجاح الوحدة ,لكن الآن الوحدة يديرها طرف واحد و إقصاء الطرف الآخر نهائيا..


‏ ‏
*****

بقى هناك شيئا مهما هو نظرا لأن السلطة اليمن في الشمال باتت تدرك خطورة "الحراك الجنوبي"و أنه يمثل كابوسا مزعجا و مرعبا لهذه السلطة,فقد إبتدعت سياسة أخرى و هى أن وضعت 'الحراك الجنوبي' و 'تنظيم القاعدة'في لائحة إعلانية واحدة,و هذا الهدف لم يعد ينطلي على أحد سوى من اليمنيين أو غير اليمنيين , والغرض منه هو إرسال رسائل للغرب و غير بأن 'الحراك الجنوبي'هم إرهابيين..
فيما كتب المحلل العسكري جيمس دوننجان "هناك كثير من أنصار القاعدة داخل الأجهزة العسكرية و داخل الحكومة اليمنية على حد سواء", تقديرات دوننيجان تتطابق مع ما جاء به السفير اليمني السابق لدى سوريا السيد أحمد عبدالله الحسني الذي طلب اللجوء السياسي في لندن,و القائد السابق للقوات البحرية اليمنية أكد خلال المؤتمر الصحفي 'بأن عناصر من تنظيم القاعدة يتواجدون على قمة الجيش اليمني و قوات الأمن السياسي'
و كأنه لا يعلم أحد بأن 'تنظيم القاعدة'الذي تتناقله وسائل الإعلام الرسمية والحكومية هو منتج رئاسي بإمتياز و هذا المنتج الرئاسي أي 'تنظيم القاعدة'في اليمن له عدة جوانب تريد السلطة اليمنية من خلاله التالي:
أولا/تستخدم هذه السلطة ذريعة الإرهاب و ذلك كأداة فاعلة في طلب الدعم المادي من الدول الأجنبية,و لإطالة عمر النظام المهترئ.
ثانيا /سلاح إبتزاز للجارة السعودية و دول الخليج لمساعدة اليمن في الخروج من أزماته المادية الحادة..و ذلك كما جاء في تصريح وزير التعليم العالي د:صالح باصرة الذي أدلى به في 18/7/2010 و حذر فيه "من أن السعودية لن تكون في مأمن إذا أنهار الأمن في اليمن" و دعا الرياض إلى مساعدة صنعاء"على الخروج من أزماتها".
ثالثا/السلطة اليمنية ربطت مفهوم الإرهاب والحراك الجنوبي تحت لائحة إعلانية واحدة و ذلك لإرسال رسائل إلى العالم بأن الحراك والقاعدة هما وجهان لعملة واحدة,و بهذا تكون قد تخلصت من مطالب الحراك الجنوبي بطريقة كتلك.
رابعا/السلطة اليمنية تستخدم يافطة القاعدة لإرهاب الخصوم السياسيين و تحيلها إلى كاتم صوت لإغتيال المعارضين.
خامسا/السلطة تستخدم الإرهاب والقاعدة للهروب من أزماتها الإقتصادية الحادة التي تعصف بالبلد,في ظل نضوب الموارد و تراجع العوائد النفطية ,و البعض الأخر يعود إلى الفساد الذي ينخر مفاصل الدولة,و تتورط فيه شخصيات حكومية على أعلى المستويات.

‏*‏***
الحراك أصبح يشكل حركة شعبية عارمة جمهوره الشعب الجنوبي الذي يناضل من أجل حق مغتصب فليس شراء الذمم والولاءات لعناصره من قبل السلطة اليمنية لم تعد ذا جدوى حقيقية فقد تكون الحركة في الجنوب ليست بعناصر مثل الشيخ/طارق الفضلي,والذي لا يستبعد أن يكون مدسوسا من قبل السلطة اليمنية لإجهاض "الحراك الجنوبي"في أي وقت تريده هذه السلطة.الحراك هو ميلاد الحركة الحقيقية للتعبير عن رفض أبناء الجنوب لسلطة حاكمة كهذه..فاليوم هذا الرفض في الجنوب سيفرد ثماره إلى أن تكون هناك حركات شعبية في الشمال أيضا,و أول هذا الرفض يأتي على طريقة الحوثيين في أقصى الشمال,إن الحكم يضع نفسه في موقف ليس حرج فقط بل و مخزي نتيجة سياساته الدموية والقمعية والديكتاتورية!!


‏*المدون اليمني/نشوان عبده علي غانم.
*إب-اليمن.
1/8/2010‏